البث الحي
Ifilm App Android Ifilm App Android
فارسی English
780
-
الف
+

بحسب العلاقات العامة في المهرجان الدولي الرابع عشر لأفلام المقاومة عقد اجتماع توجيهي لأطروحة الثورة الإسلامية الثقافية والرؤية الإستراتيجية يوم الثلاثاء 27 أيلول سبتمبر بكلمة ألقاها الخبير والمحلل الس

في بداية الإجتماع أشار بارساميان إلى تعريف للمقاومة مقدما أمثلة له مضيفا: أعتبر المقاومة ما قد رأيته بأم عيني؛ مثل الهند التي تزعم أنها أكبر ديمقراطية في العالم لكن سلطاتها تحتل إقليم كشمير. وتدور الآن انتفاضة مقاومة في كشمير ضد الجيش الهندي ويقتل عدد كبير في هذا الخضم أو يجرحون أو يعاقون.

بدأ هذا الصراع في العام 1947 وتسبب في أن تحتل كشمير المركز الأول من حيث أكبر كثافة لأعداد القوات العسكرية في العالم عبر تواجد 700 ألف عسكري على ترابها.

واعتبر هذا المحلل السياسي أن واجب وسائل الإعلام المستقلة هو في الذهاب الى حيث لا تحب، مضيفا بالقول: تمكنتْ الهند وحتى الآن من تسويق وجهة نظرها لدى الحكومة الأمريكية حيث أن ثمة فكرة رائجة في أمريكا من أن الهند بلاد بوذا وغاندي والشعب الهندي في حال تأمل دائمة؛ حيث تغطي هذه الصورة الواقع في الهند؛ ففي جنوب الهند مثلا يوجد العديد من قوى المقاومة لحكومة الهند ولا تحظى بأية تغطية من وسائل الإعلام الأمريكية، وإن تمت تغطية هذه الأخبار، فيوصف معارضو الحكومة بالإرهابيين.

وأشار بارساميان إلى التعامل الإنتقائي مع مصطلح الإرهاب في وصم الحكومات والتيارات المعارضة لأمريكا عبر وسائل إعلامها قائلا: علينا الإنتباه لهذه الأوصاف التي تطلق على الأفراد والحكومات المعارضة لأمريكا، لأن غالب هذه الأوصاف تأتي جزافية وغير عادلة في وصف كافة التيارات المذكورة؛ هذا يأتي في وقت تحرف وسائل الإعلام الأمريكية الحقائق المرتبطة بفلسطين وإسرائيل، حيث تصور إسرائيل على أنها دولة ضحية وهي تعاني من التهديدات التي تتعرض لها على يد قوة عظمى اسمها فلسطين، ومن الصعب العثور على طريق يقودك إلى الحقيقة من خلال هذه الشعارات الإعلامية. هم يتبعون مبدأ هيتلر الذي كان يقول: "إذا كررنا كذبة ما مرارا سيصدقها الناس"؛ حيث يتم التحكم بالأخبار في أمريكا بشدة. لذلك تضخم معاناة الشعب الإسرائيلي بينما لا تحظى معاناة الشعب الفلسطيني بأي اهتمام.

كما أشار هذا المنتج الإذاعي إلى واجب وسائل الإعلام قائلا: واجب برنامجي من وجهة نظر إعلامية مستقلة هو نقل الأخبار إلى الشعب الأمريكي؛ أخبار تساعد في خلق تيارات في الرأي العام وتمحو مثل هذه التوجهات الموجودة في وسائل الإعلام.

كما أشار إلى أن الدول التي لا تكون تابعة لأمريكا عليها أن تدفع ثمن هذه المعارضة قائلا: في الفترة التي تلت الإستعمار ولدت حكومات مثل نهرو في الهند وكنيا وفي عديد من دول العالم تصدت للتوسع الأمريكي وقاومته، وكانت هذه الفترة هي الفترة التي حاولت أمريكا القضاء على التيارات الوطنية، ومنذ ذلك الحين سعت أمريكا لإدارة مصالحها في العالم لكنها ولكي تقنع الرأي العام الأمريكي أطلقت حربا دعائية من أجل تجييش الشعب إلى جانبها والإشادة بسياساتها ووصفها بالعادلة والتحررية وبأنها تسعى لتنمية الديمقراطية في العالم. لذلك إذا قلتم أن المسألة الأساسية هي الحصول على النفط والسيطرة على موارد كافة البلدان ومن أجلها تشن الحروب يبدأون بتحديكم.

وأشار بارسامیان إلى طرح قضايا سطحية ومبتذلة في الإعلام الأمريكي قائلا: وسائل الإعلام الأمريكية منشغلة الآن بخبر طلاق أنجلينا جولي وبراد بيت نجمي هوليوود المشهورين؛ وللأسف هذا هو الخبر الأول في أمريكا ووسائل الإعلام الأمريكية التي أعتبرها سلاح تدمير شاملا وهي وسائل إعلام استهلاكية منشغلة بمثل هذه الأخبار. وبدل أن تلفت هذه الوسائل انتباه المواطنين إلى قضايا هامة تشغلهم بسخافات مثل هذه. وأنا لست ضد الترفيه لكني ضد الإدمان على هذه الأخبار؛ والصورة التي تعطيها أمريكا للعالم عن نفسها من خلال وسائل الإعلام مليئة بالنوايا الحسنة، لكن حكام أمريكا استغلوا أحداث 11 أيلول لتحقيق أهداف سياساتهم.

كما اعتبر هذا الباحث الأمريكي أن الأمريكيين يجنون أرباحا طائلة من الحرب قائلا: السلام ليس أول شيء يدخل في اهتمام أمريكا. السياسة الأمريكية هي عسكرة العالم كله حيث يستعملون كافة الأدوات لمعاقبة خصومهم والمقاطعات الإقتصادية التي تستمر لعقود تؤيد هذه المسألة والتي آمل أن تنتهي على وجه السرعة.

كما أشار إلى الصورة المرسومة عن إيران في وسائل الإعلام الأمريكية مضيفا: إيران دولة شريرة وشيطانية في الذهن الأمريكي وهي دولة مثيرة للحروب وعدوانية وتشكل تهديدا خطيرا للعالم، غير أن هذا غير صحيح أساسا. تتحكم خمس شركات بوسائل الإعلام الأمريكية وعندما بدأت مسيرتي في السبعينات كانت خمسون دولة تدير وسائل إعلام العالم، غير أنها وبسبب سياسة الإحتكار وبيع أسهم تلك الشركات تقلص عددها إلى خمس شركات فقط. ولهذه الشركات علاقات حميمة بالأيديولجيا السائدة في أمريكا وتستمد خطوط سياستها العريضة من واشنطن. غير أن في أمريكا شبكة وطنية جيدة من الإذاعة والتلفزيون تعمل كالترياق لأخبار هذه الشركات الخمس. على سبيل المثال برنامجي برنامج إعلامي أمريكي مستقل.

كما اعتبر أن السياسة الخارجية الأمريكية لا تزال تعتمد أساسات استعمارية قائلا: السياسة الخارجية الأمريكية تعمل في الظل؛ مثلا قيل أن من أهداف غزو أفغانستان تحرير النساء على يد أمريكا غير أنه وبعد 15 عاما تبين أن ظروف النساء تدهورت إلى الأسوأ.

وأشار بارسامیان إلى عمل وسائل الإعلام المستقلة مضيفا: على وسائل الإعلام المستقلة أن تسلط الضوء لتبديد التضليل الإعلامي في أمريكا، لكن للأسف تحول الإرهاب الإسلامي إلى قضية الإعلام الراهنة؛ فعندما فجر فيه أمريكي يدعى "ماك في" مبنى وتسبب بمقتل 200 شخص، لم يوصف بالإرهابي المسيحي؛ وهكذا فقد تم اطلاق تعبير تمييزي لمصطلح الإرهاب في أمريكا.

كما أشار إلى خضوعه للإستجواب عندما كان قادما إلى إيران قائلا: سألوني في المطار لماذا تسافر إلى إيران وألست قلقا من هذه الرحلة؟! فأجبتهم متسائلا: هل تعلمون عدد الأمريكيين الذين قتلوا بسبب الإرهاب الإسلامي؟ لكنهم لم يعلموا. قلت: 100 شخص وهو رقم مزعج لكن 210 آلاف قتلوا في عنف الشوارع الأمريكية وهو رقم كارثي. ثم أجبتهم: أنا أخاف أن أتعرض للقتل في شوارع أمريكا وبالسلاح الأمريكي أكثر مما أخاف من التعرض لخطر في إيران.

واعتبر هذا المحلل الإعلامي أن مثل هذه الدعاية الإعلامية تكوّن الرأي العام مضيفا: إذا لم يتوفر إعلام مضاد لهذه الدعاية ستكون مؤثرة جدا، ففي الوقت الراهن عزف الشباب الأمريكي عن هذه الشركات الإعلامية مقبلين على المواقع الإلكترونية والبديلة؛ وقد تقلصت أعداد الصحافة التقليدية مثل النيويورك تايمز والنيوزويك والتايم وغيرها بشكل كبير ونفس الشيء يصدق على التلفزيون. لقد تعب الشباب الأمريكان من الحروب وسيواجهون المتاعب بسبب التكلفة الباهظة التي تهدر في الحروب.

يبدو لي أن على أمريكا أن تكون إنسانية إذا ما أرادت البقاء قوة عظمى، وأن تضع إمكانياتها لمساعدة شعوب العالم لا لغزوهم. لذلك السلام ليس أمرا مستحيلا إذا خطت أمريكا في هذا الإتجاه.

في القسم الثاني من الإجتماع والذي خصص للأسئلة أبدى بارساميان أسفه لوضع نادر طالب زادة الصحي بسبب سفره إلى العراق؛ وفي تعقيب على كلام أحد الحضور حول اجتماع تيار المقاومة في إيران قال: الصورة التي في الإعلام الأمريكي مشوهة؛ حيث تصور إيران على أنها معارضة ولدودة دائما والسبب الرئيس في هذا هو أنك إذا وقفت خارج السيطرة الأمريكية تدان وهذا ثمن المقاومة.

وفي ختام الاجتماع أشار نادر طالب زادة إلى أهمية استضافة الأساتذة المعارضين للسياسة الأمريكية في إيران والإفادة من أفكارهم ورؤاهم في المؤسسات الأكاديمية قائلا: أمثال السيد بارساميان في أمريكا ليسوا قلة وقد اقترحت مرارا في برامجي استضافة مثل هؤلاء المحللين الأمريكان في إيران غير أني لم أجد تجاوبا؛ هذا في وقت نحن بأمس الحاجة لرؤية أمريكا من منظور مختلف ومناقشته.

د.ت

الرسالة
إرسال رسالة